حكم العلماء

حكم إحياء ليلة النص

NU Online  ·  Senin, 18 Agustus 2008 | 02:41 WIB

أكد الشيخ محيي الدين حسين الإسنوي أحد مشايخ الأزهر وخريجيه بأن إحياء ليلة النصف من شعبان هو إحياء شرعي فيحثُّ فيها الذكر والدعاء وقراءة القرآن والتهجد والتسبيح والتوبة والاستغفار ومحاسبة النفس وصلاة الحاجة وصلاة التسابيح. وبين بأن هذه العبادات كلها لها أدلتها الشرعية من الكتاب والسُّـنَّة والإجماع، وهي عبادات مطلقة غير مقيدة بزمن مُعَـيَّن تؤدى فيه، مشيراً إلى أن أداءها في أي وقت سُنَّة نبوية، فإذا أُدِّيت في وقت مبارك له فضل وشرف كان ذلك أرجى للإجابة والقبول، وكان جمعاً بين فضيلتين في وقت واحد.

gt; ونبه إلى أن الناس في زماننا هذا أحوج ما يكونون إلى اجتماعات الخير ومواسم الرحمات، والتعرض لنفحات الله في أيامه، فقد كثرت المفاسد وأهدرت الأوقات في غير الطاعات (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)، فمن ثَمَّ كان الإنسان في حاجة إلى لحظات يرجع فيها إلى الله ويؤوب، ويتوب إليه سبحانه وينيب؛ موضحاً أن الاجتماع في ليلة النصف وفي غيرها من الأوقات المباركات أصبح ضرورة لا بد منها.

ورد على من أنكر فضل ليلة النصف من شعبان الذين يقولون أنه لم يصح في فضلها حديث وليس لهم حجة في ذلك ولا مستند، مبيناً بأنه ورد في فضل ليلة النصف من شعبان وفي إحيائها بالعبادة أحاديث صحاح وحسان وضعاف يشدُّ بعضها بعضاً، وتدفع قول كل جاحد ومعاند.

وروى كلام الشيخ ابن تيمية رحمه الله في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم (ص 302) وفيه: «وليلة النصف من شعبان قد روي في فضلها من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنّها مفضلة، وإن من السلف من كان يخصها بالصلاة فيها، وصوم شهر شعبان قد جاءت فيه أحاديث صحيحة»، ثُمَّ قال بعد كلام: «لكن الذي عليه كثير من أهل العلم أو أكثرهم من أصحابنا وغيرهم على تفضيلها، وعليه يدل نص أحمد، لتعدد الأحاديث الواردة فيها، وما يصدق ذلك من آثار السلف، وقد روي بعض فضائلها في المسانيد والسنن، وإن كان قد وُضِعَ فيها أشياء أخر»، وقال الشيخ ابن تيمية أيضاً في مجموع الفتاوى (131/23): «إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده أو في جماعة خاصّة كما كان يفعل طوائف من السلف فهو حسن»، وقال فيه (132/23): «وأمَّا ليلة النصف فقد روي في فضلها أحاديث وآثار ونقل عن طائفة من السلف أنّهم كانوا يصلون فيها، فصلاة الرجل فيها وحده قد تقدمه فيها سلف وله فيها حجّة، فلا ينكر مثل هذا».

وأضاف الإسنوي: أنَّ الشيخ الألباني رحمه الله قد صحح حديث فضل ليلة النصف بمجموع طرقه في صحيحه (1144)، وفي صحيح ابن ماجه (233/1)، وفي تعليقه على كتاب (السُّنَّة) لابن أبي عاصم (509، 510، 511، 512)، وفي كتاب (السُّنَّة) المنسوب لعبد الله بن الإمام أحمد (273/1) - بإسناد صحيح - عن عبَّاد بن العوام قال: «قدم علينا شريك فسألناه عن الحديث: إنَّ الله ينزل ليلة النصف من شعبان، قلنا: إنَّ قوماً ينكرون هذه الأحاديث، قال: فما يقولون ؟ قلنا: يطعنون فيها، قال: إنَّ الذين جاءوا بهذه الأحاديث هم الذين جاءوا بالقرآن، وبأنَّ الصلوات خمس، وبحج البيت، وبصوم رمضان، فما نعرف الله إلا بهذه الأحاديث».
حول من أنكروا إحياء هذه الليلة بالعبادة والاجتماع لها قال الإسنوي: الدليل العام وحده ينقض ما ذهبوا إليه ويهدمه،

فإحياء الليل عموماً (أيَّ ليلة من السَّنة) سُنَّة نبوية ثابتة، قال تعالى: (يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا)، فهي في حقِّه صلى الله عليه وآله وسلم فرض، وفي حق أمته سُنَّة، كما ذكر العلماء، والأحاديث في ذلك كثيرة ثابتة، أمَّا أنواع العبادات من استغفار ودعاء وقراءة قرآن والصلوات النوافل... إلخ، فأدلتها أشهر من أن أسردها في هذه المقدمة وكل ذلك مطلق (غير مقيد بوقت) فمن أتى به في أي وقت فقد أتى بالسُّنَّة، في ليلة النصف وغيرها.

ورد على من أنكروا صيام نهار نصف شعبان قائلاً: إن صيامه سُنَّة بالدليل العام، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صيام شعبان كله، وصيام أكثر شعبان، ولا شك أنَّ يوم النصف داخل في هذا، كما ثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم، من حديث أبي ذر رضي الله عنه وغيره، أمره بصيام الثلاثة أيام البيض من كل شهر، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، ونصف شعبان داخل فيها أيضاً